بُح صوتى وأنا أناشد الرئيس منذ تولى مقاليد الحكم: «كن فاشياً.
كن حاسماً وصارماً.
كن واضحاً فى انحيازاتك وسريعاً فى قراراتك.
كن مؤدباً فيما يخصك وغليظاً فيما يخصنا، فالأدب لا يقيم دولاً ولا يقوّم شعوباً».
لكن الرئيس اختار أن يكون «نفسه»، وغلب الطبع التطبع.
لم يعد يسمعنا -مؤيدين أو معارضين- مع أنه أرادنا «شركاء»، وإذا سمعنا ابتسم فى أدب وأعرض عنا، مع أننا أحرص الناس وأخوفهم عليه، وأكثرهم ثقة فى دهائه وإخلاصه، وأشدهم تمسكاً ببقائه (الذى هو بقاؤنا).
بُح صوتى، لكننى أشعر الآن، بعد أكثر من عامين، أن الرئيس الذى ذهبتُ إليه لأهنئه وأهنئ نفسى باختياره… يبتعد!.
أشعر بالحيرة: أشفق عليه من ثقل «المسئولية».. وأغتاظ من عناده وإصراره على أن يحمل هذه المسئولية «وحده»!.