لم أكن انتوى ان اموت اليوم
ولكن مدنى يسكن فيها
العسعس
والجرذان انتشرت
الكوليرا
تلطخت الجدران
حتى الصمت
أصابه الغثيان ..
الصباحات حبلى بالألم
والمساءات خواخ
وأحزان …
الاطفال تبكى كل الشوارع
حتى البحر لفظ
جثث الموتى على الشطآن
السفن القادمة تزحف
تسكنها الأحزان
قالت لى العرافة
أن أموت اليوم خير لى
من الخذلان
أن أموت قبل الموت بأعوام
فحتما ستقتلنى
الكوليرا وسأسكن
مدن النسيان ..
علقت لى قلادة
قالت ان صمتتي او متي
ستذكرك أوسمة النسيان
قررت الموت
فالكوليرا تأكل أوسمتى
تأكل أصابعى
اتمايل فى ضعفى
ولا تسندنى ملامحى التائهة
ولا ظلى
ظلى فر خوفا من الجرذان
ونيران الطهر
مازالت مطفئة لم تحرق
الأوزار ..
متى تشتعل النيران
لتسقط كل الأوثان
و تتطهر المدن من العسعس
والجرذان ..
ولكنى سأموت اليوم
خيرا من النسيان .