الرئيسية / مقالات / الطّواف حَوْل الصَرْح الإنساني لقدري حِفني .. بقلم: د.فايزة حلمي

الطّواف حَوْل الصَرْح الإنساني لقدري حِفني .. بقلم: د.فايزة حلمي

 

 نحن هنا الآن لنُزَيّن باللآلي … جِيِد السِيرة الذاتية لإنسانية الأستاذ الدكتور قدري حفني, في مُحاوَلة لِتتبع مَجْرَي نهرِ إبداعِه, لِنَجِدْه عِطرا مُقطّرا زمزمي المَنبع , شلاليّ التدفّق.

     إنّها السيرة المُقْتنية لِجَواهر الأفكار,  التي تَوّجَت عَرْش أرْوع  العِلوم , عِلْم النَفس الذي أوْلَم له سِنينَ عُمرِه, التي قاربَت  مَدارَاتها الضوئية.. على الثمانين نَجْمة..أتاحَت له..طَوَافا بمتّسع فضائي.. على نغمات سِلّم موسيقىَ الروُح.. بتنوَعاتها .. بداية, بمفتاح صول المقالات.. والمؤلّفات..  التي كانت بِسماءِ العِلم …مُعلّقات,  وإنتهاءا  بأوْسِمة صادِحة  بِرنين.. سيمضي دَوْما عَبْرَ السِنين, فَعلَىَ فُروعِ مَسِيرتِهِ تأتلق بَراعِمُ مَحبّةِ مُنِحَت له, على يقين تُفَرّد. 

    وها أنا ..أحاول أن أفِك أسْر أناملي, لتسجّل أحباري بَعض زخّاتة الفِكْريّة,  التي كان بَوْحُ  أرِيجِها المُتسامِي,   له مِرفَا,  عِند كُلَ حَد جغرافي, أحاول الإمساك بخيوط إبداعه , كَمَجدُول مُتضافِر مِن تَنويعاته العِلْمِيّة.

 أ د. قدري حِفني:

ستظل بصماتُه  أكبر مِن ثقوب ذاكرة التاريخ والبشر, فقد كان عِلمُه :..حَليِب عقول طُلّابِه.. التي تحبو على دروب المَعْرِفة, حتى أكْسَبْها صَلابَتها, الفِكريّة والنفسيّة.

وكانت حواراتُه فاكِهة قلوبِ مُحِبّيه .. يقدّمها عصيرا تشْتَهيِه الأنْفُسُ وتَلَذّ بِه الأعْيُنُ

وكان … بِخُضْرَةِ رُوحِه الطازجة , ..يفترش صحراء القلوب..الظَامِئة للمَعْرِفة

     كان مُجيِبا لكل مَن جاءه يَسْعَى, ليقتات مِن خُبْز روحه الذي أنضجه على وَهَج عقلِه, فتسامت رائحته عَبَقا يَملأ  أرْوقَة الوجدان, لِذا آتَ العِلمَ علىَ حُبّه …جميع الطارقين لأبواب قلبِه.

أ د.قدري حفني:

        صَاحَبَه أصدقاؤه ومحبّوه لِمَثواه الدنيوي الأخير, تخيّلوه مُزدانا بفراشات طيفية الألوان, تسكب رحيقها على رَوْض باحتِه,  لتأتلق وجَوه زَهْراتِه ..حارِسَات رَوْنقه,  لكن سرعان ما أفْرَدت توقّعاتهُم شِراعَ رحيلِها وسط يَمّ دَهَشَتِهم, حينما فكّكت أعينهم إزار الواقع الباسِط  ملامِحَهُ بالوَصِيد, فقد تحدّثت بَسَاطة المكان بِكلمات تَرْجَمَت تواضُع عالِمنا لِكل الناظرين, فقد كان مَلحوُظا أن ثَغرَ قناعَتِه… مُزْدانَا بكثير البسْمات,  لِذا سرعان ما يرتحل عنه الغُرور, وهو عَصِيّ الضَحِكِ,  لِذا نتمني أن نُسْكِن خلايا عقول البَشَر .. منازلِ عِلمِه وخُلِقِه, لتنشأ على حَافة تواضُعِهِ الحاتمي.

       واليوم إفترش  الجميع  هُنا ..ساحات الذِكرىَ, وتدثّروا بثياب الحنين, وتطيّبوا بِعطر الأبجديّة, المجْدولة  حُروفِها بأحبار شرايين دروبِه الحياتية, وعِند ذِكْرِه,  تتبلْوَر حَبّات قلوب  مُفتقدِيه .., مُغادِرَة شُرْفاتَ العيون, تأبىَ الغَفوَ على سَفْحِ الأهْدابِ, فتستسلم لنداء أنين الفُراق.. بإستباق الخُطي نحو حدود,  ترشِدها بوُصلة الحَنين ,  لِذا سيَظلُ شَوْقُ مُحبّيهِ .. نَبْتاتً مُورقة ً يُنضجُها عَصِيرُ الوقتِ, آملين أن تُرتّقَ السنينُ.. جُروحَ إفتقادِه, حتى.. وإن تَرَكَتْ  نُدْبَةً بِعُمقِ أرْواحِنا.

     أ .د/ قدري حفني :

      عالِمَاً إجْتازَ بِصَهْوة عِلْمِه.. حَاجزَ الأفقِ, وحَفَرَ بسَهمٍ ليزريّ  .. مَسَارا ضَوْئِياَ سرمَديّ البَصْمة ..وَشْمِيّ الأثر, لسِيرَتِهِ الذاتية, التي تُصاحِبُها اليوْمَ مَجْدوُلاتُ هذه الترانيمِ عِطريّةِ الفَوْحِ, حتى  مَوْطِنَ يَقظتِها .. بمَرافِىء الذاكرة.

   

* مستشار نفسي وتربوي – مصر

عن محمد فتحي الشريف

شاهد أيضاً

المفكر العربي الكبير على محمد الشرفاء الحمادي يكتب ..الماء أساس الحياة

إن الدوافع الخفية التى تشجع إثيوبيا لتتخذ موقفا متعنتا وتتجاهل أن الماء عطاء من الله، …