استمتعتُ بقراءة المجموعة القصصية “نوارس لا تعرف شطآنها” لآخر حرف في المجموعة، وأهنئ الأديبة د. نهى بلال شديد التهنئة على هذا العمل الأدبي المائز بأسلوبها السلس في السرد والحكي وكذلك قدرتها على مزج اللغة الشاعرة بلغة السرد وتنوع استخدام الكلمات (المرادفات)، ووقعها المؤثر في نفس المتلقي (القارئ)؛ وهذا إنما يدلُ على امتلاك قاموس لغوي ثري لدى الأديبة، مع حرفية متقنة.
جاء استخدامها لمفردات جمة استطاعت من خلالها جذب انتباه القارئ لعمق مضمون الكتابة وإن كان التبسيط يميز أسلوب السرد بما نقول السهل الممتنع فهذا قد أضاف بعدًا آخر لكتابات نهى بلال، فلديها أيضا القدرة على الحبكة التي أجادتها واستطاعت أن تتحكم في عقل القارئ(المتلقي)، كما استثارت فكره لاستيعاب القادم .
ويكفي أن كل من يقرأ المجموعة سيحس بواقعيتها وكأنها سرد لسيرة ذاتية لتمسكها بأدق التفاصيل في الكتابة والسرد. ويبقى أن ألمح لجزئية بسيطة لم يتطرق اليها أحد وهي أن نوارسها أجادت الاصطياد بمهارة؛ مما يعني قدرتها على التعايش وإصرارها على البقاء وقدر الله لها ألا تجد شطآنا إلا إذا استوت النفس البشرية وعادت الى ما فُطرتْ عليه .