في تحدٍ واضح لواشنطن، وقع النظام السوري وإيران اتفاقية لتوثيق التعاون في المجال العسكري، وهو ما فسره مراقبون على أنه “استفزاز معلن” يعيق جهود التوصل لحل سياسي للأزمة السورية “المستعصية”.
وخلال مؤتمر صحفي، مع وزير الدفاع السوري علي عبد الله أيوب، قال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، أمس، إن بلاده بوسعها مساعدة سوريا في تعزيز ترسانتها العسكرية بما لدى إيران من قدرات عالية في مجال الدفاع، مشيرًا إلى أن الاتفاقية تسمح بمواصلة “التواجد والمشاركة” الإيرانية في سوريا. وفقا لما نقلت وكالة “الطلبة” الإيرانية.
جاء ذلك عقب وصوله إلى العاصمة السورية في زيارة تستمر يومين لعقد اجتماعات مع رئيس النظام بشار الأسد ومسؤولين دفاعيين وعسكريين كبار.
ورغم أن التعاون العسكري السوري الإيراني يعود إلى عقود سابقة، وتوطد مع بدء الاحتجاجات سنة 2011، غير أن الإعلان عن هذه الاتفاقية الجديدة يتزامن مع التصريحات الأمريكية المتكررة بشأن سعيها لتقليص النفوذ الإيراني في سوريا.
وتراجعت واشنطن عن عزمها الانسحاب من سوريا، معلنة أن أحد الأسباب الرئيسة لبقائها، هو قطع الطريق أمام التمدد الإيراني في سوريا، فضلًا عن القضاء على تنظيم داعش بصورة نهائية.
ورجح مراقبون أن هذه الاتفاقية قد تؤدي إلى المزيد من خلط الأوراق، في الوقت الذي تدعو فيه عواصم القرار إلى انسحاب جميع القوات والميليشيات من سوريا؛ تمهيدًا للحل السياسي.
وأوضح المراقبون أن هذه الخطوة تعد “شرعنة” لقوات أجنبية في بلد يتغنى بـ”السيادة”، وتظهر عدم جدية النظام السوري في البحث عن مخرج للأزمة.
وفي حين التزمت واشنطن الصمت حيال الاتفاقية الجديدة، حتى اللحظة، إلا أن إسرائيل جددت تهديداتها للرئيس السوري بشار الأسد.
وهدد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد آردان، الثلاثاء، بأن الأسد سيدفع الثمن غاليًا إذا أبقى القوات الإيرانية في الأراضي السورية، مشيرًا إلى أن “الاتفاق المشترك الجديد هو صفقة لإبقاء القوات الإيرانية في سوريا، ما يعني إجبار إسرائيل على مواجهته”.
وأوضح الوزير الإسرائيلي أن الدولة العبرية “لم تكن تتوقع رفع إيران للعلم الأبيض، لكن الاتفاق الجديد يعني إضفاء الأسد الشرعية على إبقاء القوات الإيرانية في أراضيه”.
وشنت إسرائيل هجمات عدة على مقرات عسكرية تابعة لإيران ضمن الأراضي السورية، وتهدد بمواصلة هذه الضربات.
وكانت طهران كشفت، الأسبوع الماضي، عن أول مقاتلة زعمت أنها محلية الصنع من طراز “كوثر”، بعد أيام على كشفها عن الجيل الجديد من صاروخ بالستي قصير المدى “الفاتح المبين”، في وقت تزداد حدة التوترات بينها وبين واشنطن.
إلى ذلك، قال الملحق العسكري الإيراني في دمشق، العميد عبدالقاسم علي نجاد، اليوم الثلاثاء، إن استمرار وجود مستشارين إيرانيين في سوريا هو أحد بنود الاتفاقية الدفاعية بين طهران ودمشق، مشيرًا إلى أنها دخلت حيز التنفيذ بمجرد التوقيع عليها.
ودأبت طهران على وصف قواتها وميليشياتها الموجودة في سوريا بـ”المستشارين”.