وصلتني منذ فترة لا تتجاوز عامين, دعوة من الصديقة العزيزة القاصة ” ليلى راشد ” بحضور ندوة للقصة القصيرة بنادي ” أوتار ” للقصة , و بدافع من شغف جُبلت عليه , سافرت للقاهرة , تلمّست الطريق وصولاً لمكتبة مصر العامة ” بالزاوية الحمرا ” .
سقف التوقعات كان منخفضاَ بعض الشيء سابقة عهد بالكيانات الرسمية الثقافية أو نتاجها الفعلي على المتلقيّ , حضرت اللقاء وتحفّظ يموج بداخلي , التقيت أصحاب الفكرة , وجدت عيونهم تلمع بحيوية الشباب , الرغبة الصادقة في وضع بصمة جديدة بالحياة الثقافية , مشدوهاً مأخوذاً بما يدور .نعم , فحرارة اللقاء ثم جدول أعمال منظّم , عقولة تتصدر المنصة , قامات من نقّاد و أدباء , تفاعلت بقصتي الأولى ” ملف أزرق ” تلك التي أطلقتها فيما بعد عنواناً لمجموعتي القصصية الأولى, تيمّناً بتلك الندوة .
تعلّمت على أيديهم كيف تتحول الموهبة فعلا لقيمة أدبية تستمر .. ربما لم أحضر منتديات أدبية أخرى كي أقارن ما رأيت و عاصرت بالآخرين , لكن ما يهمني الأثر الثقافي , إصرار المؤسسين على الاستمرار بجهد ذاتي دون معونة من أحد .
عامان تقريباً و ” أوتار ” تزداد تألّقاً و بريقاً , كيان رائع انطلق كبيراً , خالف باستمراره قاعدة ذهبية نسير عليها بمجتمعاتنا ” أن الانطلاقة القوية سرعان ما تخبو بمرور الزمن لتصبح الفكرة مجرد ذكرى “
” أوتار ” تجاوزت فكرة الكيان إلى الأسرة الممتدة , تنمو بإصرار , ترحب بكل موهبة أو قيمة أدبية ,, تضوي تحت جناحيها قامات كبيرة , تحرص على البقاء وتدرك أن وجودها رهن بدوام رسالتها.