الرئيسية / مقالات / كيف نُدير دَفّة التعليم؟  .. بقلم : د. فايزة حلمــي

كيف نُدير دَفّة التعليم؟  .. بقلم : د. فايزة حلمــي

يجب أن نوُصل رسالة لكل أسرة, لدعوتها ومساعدتها على تنشئة وتعليم جيل لَدَيْه صحة نفسيّة, وقِيَم وأسس تربويّة

……………………………………………………………………………………………………………………………………………

مِن هنا البداية..من داخل كل بيت وكل أسرة ومع كل من هو مسئول عن طفل, علينا أن نفكر فى تنشئة طفل خالى من الشوائب  والجلطات النفسية التى تُعيق المسارات الحياتية عن أن تنساب بسلاسة فى قنواتها الطبيعية, ومنها التعليم الذى يجب أن يُتيح الوقت والجهد للطالب لأن تمضى حياته بها مسارات متعددة  متوازية فى نفس الحين, وليست متتالية, فيستطيع أن يتعلم ويمارس رياضته المفضلة, وبجانبها هوايته المفضلة وأن يستطع الذهاب فى رحلات , وأن يتوفر لديه الوقت للسمر المسائى أو على مائدة الطعام مع أسرته , لأن هذه الجلسات الحوارية هى المضادات الحيوية للأبناء, ونعطى الأهل والأبناء الفرصة لأن يتبادلوا معا التعبير عن مشاعرهم, فالأبناء يشْكون أن أهلهم يرونهم روبوت يمضى بخطوات آلية دون إحساس أو مشاعر , وكأن الجدول اليومى روتين منضبط منذ لحظات الإستيقاظ وحتى لحظة النوم, دونما فرصة لكلام غير المذاكرة, وما وراءهم وما أمامهم من واجبات مدرسية ودروس مكررة لكل من المدرسين فى المدرسة والمدرسين فى الدرس…..

إرحموا  الأبناء ..إمنحوهم وقتاً للحب..نعم الساحر الأعظم.. والمضاد الحيوى لكل ما يعانيه الوطن من أمراض وأوبئة……………..

فإذا كان الأبناء مُحمّلين بفيْض من عدم الحب وعدم الإنتماء لأسَرِهم, من الضغوط التى يمثلونها عليهم, وأسرهم هى الوطن الأصغر… فكيف يكون لديهم إنتماء لوطنهم الأكبر مصر

    كما وأن الآباء والأمّهات يضغطون على الأبناء لينتهوا مما وراءهم من واجبات, ويكون ذلك بشدة وعقابات مختلفة, فأين الصحة النفسية فى الأسر المصرية… الأهل والأبناء؟!!!

   إننا نناشد السيد الفاضل / وزير التعليم:

*- لا تغفل أن نفس الطالب ونفس المُعلم فى المدرسة, هما نفس الطالب ونفس المُعلّم فى الدرس الخصوصى..مَن المسئول عن عدم وصول المعلومة فى المدرسة ووصولها فى الدرس الخصوصى؟!!!

*-  لذا ونحن نضع المناهج ..ليس المهم زيادة عدد الحصص فى اليوم الدراسى, بل من المهم جدا .. جدا..إختزال عدد الحصص,  وزيادة مدة كل حصة بما يفيد الطالب, ويكون المدى الزمنى للحصة مُشبع للطالب لهضم المادة العلمية, وللمعلم للشرح والمتابعة الوافية.

*- من الضرورى  جدا …. عودة التركيز على حصص التربية الرياضية والموسيقى والمكتبة والزراعة وغيرها من حصص الأنشطة, لأنها تساوى فى الأهمية إن لم تزِد على حصص المواد الدراسية, لأنها من ناحية تنمى الجانب الإبداعى لدى الطلبة, ومن ناحية أخرى تخفف من ثِقل المواد الدسمة, وكأنها طبق السلطة الرئيسى الذى يجب أن يقدم يوميا على مائدة الطعام دون إنقطاع, ولأنه يحبب الطلبة فى الذهاب للمدرسة لوجود هذه الوجبة المحببة إليهم يوميا, ولتخفيف الحِمل على ظهورهم من الكتب التى يحملونها.

*- مهم جدا أن تكون هناك حصص أساسية للصحة النفسية, فى جميع المراحل التعليمية, بداية من المرحلة الإبتدائية, لتفريغ الشحنة السلبية من نفوس الطلبة والمستمدة من المنزل ومن أساليب التربية غير الواعية وغير الصحية , وللتوجيه والإرشاد, ولمعالجة الهشاشة النفسية وفى العمر الصغير تفيد فى تكوين جهاز مناعة نفسية لدى الأطفال.

*- مهم جدا وجود محاضرات فى الجامعة لمادة علم نفس, فى جميع الكليات سواء العلمية أو النظرية, لأن طلبة الجامعة هم مَن سيشكلون الأسر الجديدة للأجيال القادمة, وكأننا نقوم بتقديم تغذية مستقبلية كتصميم مُتحرك للأمام , لوضع  طرق تربوية مقصودة أمامهم, حتى لا تكون تربيتهم كما الموجود حاليا, بطريقة فوضوية وطبقا للأهواء الوالدية.

* مستشار نفسي وتربوي

عن محمد فتحي الشريف

شاهد أيضاً

المفكر العربي الكبير على محمد الشرفاء الحمادي يكتب ..الماء أساس الحياة

إن الدوافع الخفية التى تشجع إثيوبيا لتتخذ موقفا متعنتا وتتجاهل أن الماء عطاء من الله، …