الرئيسية / مقالات /           محمود عوضين يكتب : لماذا قلت نعم للتعديلات الدستورية ؟

          محمود عوضين يكتب : لماذا قلت نعم للتعديلات الدستورية ؟

قلت نعم ، بداءة ، لأن فكرة تعديل الدستور ، أمر مشروع ، وواجب ، ويقرها الفقه الدستورى ، وذلك لتحقيق الملاءمة مع الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية السائدة فى مرحلة ما ، فى أى بلد من البلدان . كما أن تعديل الدستور ، ليس بدعة ، ولكنه أمر مألوف ، ومعمول به فى أعتى ديموقراطيات العالم . والقول بغير ذلك ، لايعنى سوى الجمود والتصلب، والتشدق بمزاعم كاذبة، بل وإضفاء القداسة ، على ماهو غير مقدس ، باعتبار أن الدستور أولا وأخيرا ، هو منتج بشرى ، وهو وإن كان يتمتع بقوة ثبات نسبى ، ألا إن ذلك مرهون ، بمدى مايستجد من تغيرات وتحولات ، تملى ، وتفرض أن تجرى عليه تعديلات ، ليساير ما طرأ من مستجدات . والقول الفصل أولا وأخيرا للشعب مصدر السلطات ، عن طريق الاستفتاء العام .

ومن هذا المنظور ، قلت نعم للتعديلات الدستورية ، لتلافى بعض المثالب التى علقت بدستور 2014 ، حيث أن هذا الدستور ، أعد على عجل، فى ظروف غير مواتية ، نظرا لحالة الاضطراب التى كانت مسيطرة على البلاد فى أعقاب اقتلاع الفاشية الدينية وإسقاط حكم المرشد، فضلا عن الضغوط التى كانت تمارسها بعض القوى السياسية ، داخل اللجنة التأسيسية المعنية بإعداد الدستور ،خاصة تلك التى تتسربل بالدين ، وغيرها من التيارات المتطرفة ، والتى تستهدف المشاركة فى السلطة ،وكانت الدولة فى حالة سيولة ، بفعل العدائيات الداخلية والخارجية ، وكان يتعين علينا الانتهاء عاجلا من إعادة بناء المؤسسات الدستورية .

كما أن بعض مواد دستور 2014 لاتتناسب مع نظام الحكم فى مصر، ولاتتلاءم مع المرحلة الراهنة، بل وتفتقد التوافق مع مواد أخرى فى الدستور . وأخذا فى الاعتبار ماتكشف من مخاطر الإرهاب الداخلى ، والمدعوم بالإرهاب العابر للحدود ، والاستخبارات المعادية ، كان من الأهمية بمكان ، تعظيم دور جيشنا الوطنى ،وتأكيد مسئوليته فى الحفاظ على مدنية الدولة ، وحماية المؤسسات الدستورية ، إلى جانب مهامه المقدسة فى الدفاع الخارجى وحماية الأمن القومى المصرى والعربى ، وحماية المصالح العليا ، والمصالح الاقتصادية للبلاد، فى المياه الإقليمية ، والمنطقة الاقتصادية فى نطاق ترسيم الحدود البحرية مع الدول المجاورة .

هذا وقد أكدت التعديلات الستورية ، على مبدأ الفصل بين السلطات ،دون مساس باستقلال القضاء . كذلك فإن إعادة الغرفة الثانية للبرلمان ، يساهم فى الارتقاء بالوظيفة التشريعية للبرلمان ، وضمان الأداء التشريعى على النحو المنشود . وتقديرا لمسيرة المرأة المصرية ، فإن التمييز الإيجابى ، بضمان تمثيلها فى البرلمان بما لايقل عن ربع مقاعد البرلمان ،

يساهم إلى حد كبير فى دمج واتساع مشاركة المرأة فى ساحة العمل العام ، ويدعم التوثب نحو التقدم والنهوض بالمجتمع . لهذه الأسباب قلت نعم للتعديلات الدستورية .

*****************************************************

كاتب المقال : وكيل وزارة الثقافة سابقا  

عن محمد فتحي الشريف

شاهد أيضاً

المفكر العربي الكبير على محمد الشرفاء الحمادي يكتب ..الماء أساس الحياة

إن الدوافع الخفية التى تشجع إثيوبيا لتتخذ موقفا متعنتا وتتجاهل أن الماء عطاء من الله، …