أديب و روائى مصرى كبير ساهم فى تطوير فن الرواية المصرية، وعلامة بارزة في تاريخ الأدب والسينما، ومن أشهر رواياته رواية “قنديل أم هاشم”، “فكرة فابتسامة”، “البوسطجى”، “سارق الكحل”، هو الكاتب والروائى يحيي حقي.
نشأته:
ولد يحيى محمد ابراهيم حقى في القاهرة عام 1905 لأسرة تركية مسلمة متوسطة الحال غنية بثقافتها ومعارفها، في بيت صغير من بيوت وزارة الأوقاف في”درب الميضة” خلف “المقام الزينبي” في حي السيدة زينب بالقاهرة؛ الحى الشعبي، الذي استلهم منه أهم روايته ” قنديل ام هاشم “.
حياته العملية:
درس الحقوق وعمل بالمحاماة والسلك الدبلوماسي والعمل الصحفي، حيث قضى فترة التمرين بمكتب نيابة “الخليفة”، وبهذه الوظيفة بدأ حياته العملية، وما لبث أن ترك بعد مدة وجيزة هذه الوظيفة ليسافر إلى الإسكندرية ليعمل في أول الأمر عند الأستاذ زكي عريبي المحامي المشهور بمرتب شهري قدره ست جنيهات، لم يقبض منها شيئًا ثم انتقل إلى مكتب محام مصري بمرتب قدره ثمانية جنيهات شهريًا، وسرعان ما هجر الإسكندرية إلى مديرية البحيرة ليعمل فيها بمرتب شهري قدره اثنا عشر جنيهًا، وقد سمح له هذا العمل بالتنقل بين مراكز مدينة البحيرة، ولم يلبث في عمله بالمحاماة أكثر من ثمانية أشهر؛ حتى وجد وظيفة معاون إدارة في منفلوط بالصعيد، وتسلم عمله بها في 1 يناير 1927.
وفى عام 1949 عُيٍّن فى سفارة مصر فى باريس و هناك تزوج للمرة الثانية زوجته الفرنسية، و فى عام 1952 صار مستشارًا لسفارة مصر فى أنقرة، ثم بعدها وزير مفوض لمصر فى ليبيا، ثم انتقل إلى وزارة التجاره، ثم عُين مديرًا لمصلحة الفنون ومستشار فنى لدار الكتب المصرية، و ما بين 1962 و 1970 ترأس تحرير مجلة ” المجلة “، من مايو 1962 وحتى نهاية عام 1970، وهي أطول فترة يقضيها رئيس تحرير للمجلة في تاريخها، لذا ارتبط اسم “المجلة” باسم يحيى حقى، حتى لقد كان شائعاً أن يقول الناس: “مجلة يحيى حقى” واستطاع خلال مدة رئاسته أن يحافظ على شخصيتها كمنبر للمعرفة، والعقل وأن يفتح صفحاتها للأجيال الشابة من المبدعين، في القصة والشعر والنقد والفكر ليصنع نجوم جيل الستينيات في “شرفة المجلة” بشارع عبد الخالق ثروت، وظل يحيي حقي يقوم بهذا الدور حتى العام الأخير من رئاسته للتحرير.
حياته العائلية:
عام 1942م، قرر يحيى حقي الزواج، من فتاة من المعادي، اسمها “نبيلة”، وهي ابنة الأستاذ عبد اللطيف سعودي المحامي النسابة، عضو مجلس النواب بالفيوم، حيث أنجبت له ابنته “نهى”، وتوفت زوجته بعد الولادة بشهر واحد، وبعد عشرة أشهر من زواجهما، وظل وفيًا لذكراها لعشر سنوات كاملة حتى عام 1954، الذي تزوج فيه للمرة الثانية من الفنانة التشكيلية الفرنسية(جان ميري جيهو) وظلا معًا إلى مرحلة الشيخوخة حتي وافته المنية عام 1992.
أبرز أعماله:
يحيى حقى كان له دور كبير فى تطوير فن الروايه فى مصر حيث كتب روايات عناوينها باللغه المصرية مثل ” خليها على الله ” و ” صح النوم ” و ” يا ليل يا عين ” و ” كناسة الدكان ” و ” تراب الميرى ” ، و ” عطر الحبايب ” اللى بتمثل محطه مهمه فى فن البورتريه القلمى فى مصر.
هذا بالإضافة إلى أهم روايته التي نالت شهره كبيرة و ترجمت للغات كثيرة وتحولت لفيلم سينمائى كانت روايته ” قنديل أم هاشم ” اللى ناقش فيها ببساطة و سلاسة الصراع بين الحضارة و الرقى و الخرافة و التخلف و اتهاجم وقتها من أهل الخرافة.
فى عام 1969 حصل يحيى حقي على جائزة الدولة التقديرية في الآداب، وهي أرفع الجوائز التي تقدمها الحكومة المصرية للعلماء والمفكرين والأدباء المصريين ؛ تقديرًا لما بذله من دور ثقافي عام، منذ بدأ يكتب، ولكونه واحداً ممن أسهموا مساهمةً واضحةً في حركة الفكر والآداب والثقافة في مصر، بدءًا من الربع الأول من القرن العشرين. كما منحته الحكومة الفرنسية عام 1983، وسام الفارس من الطبقة الأولى، ومنحته جامعة المنيا عام 1983 الدكتوراه الفخرية؛ اعترافا من الجامعة بريادته وقيمته الفنية الكبيرة. وكان واحدًا ممن حصلوا على جائزة الملك فيصل العالمية ـ فرع الأدب العربي ـ لكونه رائدًا من رواد القصة العربية الحديثة.
وفاته:
في ضحى يوم الأربعاء، التاسع من ديسمبر، عام 1992م توفي يحيى حقي في القاهرة، عن عمر يناهز سبعة وثمانين عامًا؛ بعد أن أعقب تراثًا كبيرًا من الفكر والأدب؛ إبداعا ونقدًا.